Wednesday, January 11, 2012

يوميات عبده "عبدو"

قصة قصيرة
يوميات عبده "عبدو"
يصحو مبكراً ويخرج دون إفطار، فهو بلا شك سيتناول الإفطار مع رفاقه المصطفين منذ الخامسة صباحاً بانتظار أن يأتي المقاول لأخذهم...يمسك كغيره علبة معدنية من بقايا علب الطعام لكنها تحتوي على بعض الشاي الممزوج بالحليب، ويأكل قرصاً صغيراً من الخبز تم قليه بزيت أسود. ترتجف أوصاله من قلة مايلبسه، لكن رجفة البرد تنتهي بالركض وراء الشاحنة التي تجمع العمال كالقطيع بلا توقف...يقفزون في مؤخرة الشاحنة ويتنازعون على مكان يقفون فيه ريثما يصلون لموقع العمل.
هاهو عبده ...يحمل حجراً يزن أضعاف وزنه ويرصه فوق بعضه بلا كلل...إنه يتلهف لانتهاء عمله حتى يحصل على "400" ريال... يأخذها فرحاً فهو اليوم سيُخزِّن*. يذهب إلى سوق القات حيث يزدحم الناس من أجل باقة قات. يدفع "200" ريال للقات ويحضنه بحنان بالغ...يبدأ بمسح أوراق القات بيده المتربة ويمضغه حتى تتغطى أسنانه باللون الأخضر، يدس مايمضغ في أحد جوانب فمه حتى يرتفع جدار خده مشكلاً تلاً على خارطة وجهه، يمج سيجارته بنهم كأنه يخاف أن تهرب منه، ويتبعها بالقهوة حتى تكتمل ثلاثية سعادته.
يحس بالألم في فكه لكنه يعالجه بمضغ المزيد من القات ...إكسير القوة بالنسبة له... ويمج السيجارة تلو الأخرى...لو شاهدت صورته على تلك الحالة لظننته مشعوذاً وسط حلقة بخوره...ينهكه التعب وينام في مكانه.
صباحاً...أتت زوجته .."عبده! هيا مكانك نايم..هيا اليوم قم هات الصرفة!" تهزه فلا يتحرك...وتصرخ مفزوعة ...فعبده قد مات...أكله سرطان القات.

* التخزين هي عادة مضغ القات في اليمن.

Sunday, January 1, 2012

مجروح

مجروح

إرمي حجر
أيَ حجر
وسط النهر يترك أثر
قطرة مطر وسط البحر

بس الجروح تترك أثر
ومجروح ياللي تعتذر

مجروح والقلب انفطر
مجروح ومالك أي عذر!

وآه من ظلم البشر
آه مامنه أمّر
مبحوح صوتي من القهر
مسفوح هالدمع انهمر
يبوح بكلام مايسر
ويروح يرد ويعتذر
صدِّق مالك أي عذر!